تعريف الأخلاق:

الأخلاق: جمع خلق، وهو في اللغة: السجية والطبع([1]).

وفي الاصطلاح: حال للنفس داعية لها إلى أفعالها من غير فكر ولا روية([2]). ويوضح الإمام الغزالي ذلك مفرقا بين الخلق الحسن والخلق السيء فيقول: الخلق: عبارة عن هيئة في النفس راسخة، عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية، فإن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة المحمودة عقلا وشرعا سميت تلك الهيئة خُلُقا حسنا، وإن كان الصادر عنها الأفعال القبيحة سميت الهيئة التي هي المصدر خلقا سيئا([3]).

إذا: فالخلق عبارة عن هيئة النفس وصورتها الباطنة، وليس هو الفعل، فقد يكون فعله تصنعا، ولا القدرة عليه ومعرفته؛ لتعلقهما بالضدين معا-الحسن والقبيح- على وجه واحد.

من كتاب ( المختصر في سيرة أخلاق خير البشر صلى الله عليه وسلم )

للأستاذ الدكتور / أحمد عبد السلام أبو الفضل 



([1]) السجية، والطبع، والغريزة، والقريحة، والفطرة، والجِبْلة، والجِبِلَّة: كلها ألفاظ تدور حول معنى واحد ظاهر في أغلبها وهو: ما خلق الله عليه الإنسان من أوصاف ومعان. (لسان العرب، مادة: سجا، طبع، غرز، قرح، فطر، جبل).

([2]) تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق، لابن مسكويه ص41.

([3]) إحياء علوم الدين، للإمام الغزالي 2/1434.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة