القدوة الأخلاقية:

القُدوة والقِدوة كالأُسوة والإسوة: اسم لما يقتدى به، يقال: فلان قدوة أي: يقتدى به، وفلان يتأسى بفلان، أي: يقتدي به([1]). ويقال: ائتس به، أي: اقتد به وكن مثله، والقدوة تكون في الخير والشر([2]).

قال الراغب: وهي الحالة التي يكون الإنسان عليها في اتباع غيره، إن حسنا وإن قبيحا، وإن سارّا وإن ضارّا([3]).

ونعني بها هنا: القدوة الصالحة، وهي: النموذج الأخلاقي الأمثل الذي يتأسى به المقتدي في عاداته وأخلاقه، وسائر أعماله وأحواله.

والاقتداء بمفهومه الشامل يتسع ليشمل الاقتداء بالسماع والقراءة في الفضائل ومكارم الأخلاق، خاصة قراءة الجانب العملي منها في حياة نبينا r، وفي حياة السلف الصالح رضوان الله عليهم؛ إذ يسهل ذلك كثيرا مما يستصعب الإنسان تطبيقه أو تحقيقه حال القراءة.

أهمية القدوة الأخلاقية:

القدوة وسيلة من أهم وأنجع وسائل تكوين الأخلاق وتهذيبها، واكتساب الفضائل وترسيخها في النفس؛ وذلك لأنها تجسد الأخلاق وتحولها من الحيز النظري الساكن إلى الواقع العملي المتحرك، والصورة الحية الناطقة الواضحة والتي يكون لها أكبر أثر في القبول والتطبيق، فالطباع تتأثر بالطباع، والأخلاق تسرق من الأخلاق.

فلابد للإنسان من قدوة صالحة تنير له الطريق، وتحي في قلبه خصال الخير من: أب شفيق، أو أم رؤوم، أو أخ صالح، أو صديق صدوق، أو معلم ناصح، أو شيخ من شيوخ التربية بعيوب النفس بصير.



([1]) لسان العرب، مادة: قدا.

([2]) لسان العرب، مادة: أسا.

([3]) المفردات للراغب، مادة: أسا.

تعليقات